التمارين الرياضية تساعد على تقوية العظام

 

التمارين الرياضية تساعد على تقوية العظام

أظهرت دراسة أجريت مؤخراً ان ممارسة الرياضة بشكل يومي تساعد على تقوية العظام لدى النساء المتقدمات في السن واللواتي يعانين من قلة كثافة العظم (osteopenia).

اظهرت دراسة اجريت في فنلندا مؤخرا انه لدى النساء المتقدمات في السن واللواتي يعانين من هشاشة العظام (osteopenia) – وهي حالة تتسم بانخفاض كثافة المعادن في العظام – تساعد التمارين الرياضية وممارسة الرياضة بشكل يومي على تقوية العظم وتقليل خطر الاصابة بالكسور.

يتم تعريف حالة قلة العظم بموجب كثافة المعادن في العظم (Bone Mineral Density-BMD)، والتي تكون اكثر انخفاضا من الوضع الطبيعي، ولكنها لا تكون منخفضة كفاية بحيث تتلاءم مع المعايير التي يتم بموجبها تعريف مرض تخلخل العظام (Osteoporosis).

اخطر مضاعفات تخلخل العظام واكثرها شيوعا هي الكسور في العظام. تصيب معظم الكسور العمود الفقري او عظم الورك/ الحوض. فهذه العظام تحمل معظم وزن الجسم. تنجم الكسور في عظام الورك بالاساس عن التعرض للاصابة او السقوط. قد تؤدي الكسور في عظام الورك الى العجز، وحتى الموت، نتيجة للمضاعفات التي تحصل عقب الخضوع للعملية الجراحية. وهذا اضافة الى الكسور الشائعة في مفصل كف اليد (الرسغ)، التي تحصل عادة نتيجة للسقوط. في بعض الحالات، قد يصاب الشخص بكسور في العمود الفقري، دون ان يكون قد تعرض للسقوط او لاية اصابة، وانما تنجم هذه الكسور عن ضعف عظام الظهر (الفقرات)، بحيث تضغط الواحدة على الاخرى. عملية الضغط هذه تولد الشعور بالام شديدة في الظهر،  تتطلب فترة نقاهة مطولة. في هذه الحالات، قد يفقد المريض بضع سنتيمترات من طوله، اضافة الى الوضعية المنحنية لجسده.

تكون الكسور الناجمة عن السقوط مصحوبة بالام مزمنة، كما انها تؤثر سلبا على القيام بالنشاطات اليومية، وتجعل المريض اكثر عرضة واضطرارا لتلقي العلاج في المؤسسات، وتزيد من احتمالات الوفاة لدى النساء المتقدمات في السن. وكسور الورك هي الاهم في هذا السياق، نظرا لانها تكون مصحوبة، عادة، بمعدلات مرض ووفاة مرتفعة. المرضى الذين يعانون من تخلخل العظام هم اكثر عرضة للاصابة بالكسور، وذلك ليس فقط بسبب انخفاض كثافة المعادن في العظام، بل نظرا لانخفاض قوة العضلات واختلال التوازن لديهم.

وقد شملت الدراسة 160 امراة مسنة تعاني من قلة العظم، تم تقسيمهن الى مجموعتين. المجموعة الاولى شملت 84 امراة واظبن على ممارسة الرياضة، بينما لم تتلق النساء في المجموعة الثانية، وبلغ عددهن 76 امراة، اية تعليمات بخصوص ممارسة الرياضة. تم اجراء التمارين في المجموعة الاولى تحت اشراف الباحثين، وشملت هذه تمارين لتحسين الوضعية، تقوية الساقين وتدريبات القوة. تم اجراء هذه التمارين بشكل اسبوعي، لمدة 6 اشهر، من شهر تشرين الاول/ اكتوبر وحتى شهر اذار/ مارس من كل سنة، من سنة 1998 وحتى سنة 2001. وقد تمت متابعة هاتين المجموتين من النساء طوال 7 سنوات.

خلال هذه الفترة، تلقت 17 امراة من المجموعة التي واظبت على ممارسة الرياضة علاجات في المستشفى اثر اصابتهن بالكسور، مقارنة مع 23 امراة من المجموعة الثانية.

في المجموعة التي واظبت على ممارسة الرياضة، لم تكن هنالك حالات كسور في عظم الورك، بينما في المجموعة الثانية، كانت هنالك 5 حالات من الكسور في عظم الورك. يعتبر هذا الامر في غاية  الاهمية، وذلك لانه من المعلوم بان هذه الكسور مقرونة بارتفاع خطر الوفاة وسط النساء المسنات.

علاوة على ذلك، طرا تحسن ملموس على قوة الساقين لدى النساء اللواتي واظبن على ممارسة الرياضة، مقارنة بالنساء في المجموعة الثانية.

خلال فترة المتابعة، كانت هنالك حالة وفاة واحدة في المجموعة الاولى، مقابل  8 حالات وفاة في المجموعة الثانية.

تؤكد نتائج هذه الدراسة على الفوائد الجمة لممارسة الرياضة بشكل منتظم، بما في ذلك تاثيرها الايجابي على توازن ووضعية النساء المسنات. علاوة على ذلك، فان المواظبة على ممارسة الرياضة طويلة الامد، تؤدي الى تقليص خطر الاصابة بكسر العظام. يجب الاخذ بعين الاعتبار ان حوادث السقوط مسؤولة عن ما يفوق الـ 90% من كسور الورك، والتي تترتب عنها بمعدلات وفاة مرتفعة.

نظرا لذلك، يجب توصية النساء المسنات اللواتي يعانين من قلة العظم بممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي.