التمرين في المجال الرياضي

التمرين في المجال الرياضي:

         يُعد التمرين ذا أهمية كبيرة في إعداد المتعلمين بدنياً ومهارياً وذهنياً في مختلف الألعاب الرياضية وبما يتناسب مع الفئة،  وتعددت الآراء حول مفهومه وذلك بسبب تعدد أغراضه، فقد عرف بأنه اصغر مكون في الوحدة التعليمية او التدريبية ومجموع التمارين هي الوحدة التدريبية ومجموعها يكون البرنامج وبالتالي يتكون المنهج ، كما يعرف التمرين بانه أداء حركي معلوم الزمن والتكرار، ولا يمكن التعلم إلا عن طريقه ويؤدي إلى تطوير المهارة والتعلم ، كما يمكن القول إن التمرين هو كل تعلم يكون هدفه التقدم السريع لكل من الناحية الجسمية والعقلية وزيادة التعلم الحركي التكنيكي للإنسان ، وانه ضروري للمحافظة على المادة المتعلمة أو ترسيخها، إن التمرين يؤدي الى التميز ويساعد على تدعيم الروابط المناسبة بين المثير والاستجابة ولعل من المهم الإشارة هنا إلى تطوير المهارات الأساسية يتم عن طريق التمرين.

          أن مقدار الوقت الذي يقضيه المتعلم في ممارسته التمرينات هو ليس المؤثر الوحيد في تطور التعلم فقط بل نوعية التمرين أيضا خلال المدة المحددة، حيث نجد إن المتعلمين في بعض الأحيان يبذلون جهدا كبيرا ولعدة ساعات في تمرين غير مؤثر يسبب لهم الفشل أو الإحباط أو إن نوع المهارة وتصنيفها لم يلائم المحيط الذي يؤدي فيه لهذا يجب أن يضع المدرس أو المدرب في ذهنه أن يكون متقناً ومثابراً ومنضماً لبناء هيكل للتمرين وبأسلوب مؤثر.

 

أهمية التمرين :

    للتمرين أهمية كبرى في الإعداد البدني العام والخاص والإعداد المهاري أن كان للمبتدئين أو المستويات العليا , إذ تكمن أهمية التمرين في انه:

  • يسهم بقدر كبير في رفع مستوى اللياقة البدنية .
  • قيمته تربوية من خلال تعويد المتعلم على النظام والدقة في العمل.
  • الاحتفاظ بصحة القوام وإصلاح العيوب والتشوهات.
  • يعد التمرين أساس لإعداد اللاعبين للموسم الرياضي.
  • يمكن ممارسته لجميع مراحل النمو سواء من ناحيتي الجنس والسن.
  • تكمن أهمية التمرين في الإعداد البدني العام والخاص لجميع أنواع الأنشطة الحركية.
  • يقوم بتطبيق الجوانب المعرفية الأتية من الشرح والعرض للمهارة الى الاداء الحركي لتكوين البرنامج الحركي للمهارة وبالتالي حدوث التعلم.
  • تكرار التمرين يؤدي الى تثبيت المهارة.

 

أنواع التمرينات :

تنقسم التمرينات من حيث أغراضها إلى :

1- التمرينات الأساسية العامة: ولهذه التمرينات غرضان أساسيان هما:

  • غرض بنائي: يتلخص في ترقية النمو الطبيعي بصورة شاملة واكتساب القوام الجيد عن طريق إكساب الجسم القدرة والمرونة العامة.
  • غرض تعليمي حركي: هو تعليم الفرد وتعويده على مراعاة القواعد السليمة في الحركة من جمال وتحكم في حركات الجسم وهذا لأيتم إلا عن طريق العمل المنسق بين الجهازين العضلي والعصبي.

2التمرينات ذات الهدف الخاص: هي التمرينات التي تهدف لتطوير المهارات الحركية   الخاصة لمختلف أنواع الأنشطة الرياضية مثل العاب الكرة والعاب القوى. 

3- تمرينات المنافسة: يهدف هذا النوع من التمرينات إلى الوصول باللاعب إلى أعلى المستوى من القدرة على الأداء الحركي والتكوينات والتشكيلات الحركية , وتعطى هذه التمرينات إما للعروض الخاصة في الأماكن المغلقة كصالات التدريب إذ تؤديها مجموعة صغيرة أو تؤدى كتمرينات فردية في المنافسات .

 

أساليب تنفيذ التمرين (جدولة التمرين):

        إن من أهم الأهداف التي يسعى إليها المعلم والمدرب هو تحسين نوعية التمرين بإتباع أساليب مختلفة منها تنوعه وزيادة وقته وذلك بإيجاد أفضل الطرائق للوصول بالمتعلم لمستوى جيد ومؤثر من اكتساب التعلم أثناء الوحدات التعليمية أو التدريبية الهادفة إلى تعلم المهارات الرياضية المختلفة ، ويوجد عدد غير قليل من الأساليب التي يمكن أن ينظم بها التمرين في الوحدة التعليمية بالاعتماد على مبدأ تكرار المهارات الحركية في أوقات وأماكن مختلفة وتحت أساليب تنظيمية مختلفة.

        تشير البحوث الحديثة إلى أن مبدأ الإعادة أو التكرار وحدها لا تضمن تطور المهارة ولكنها تحقق الاستمرارية في أداء السلوك الحركي ، وان الاكتمال في عملية التعلم يمكن أن تعزى إلى التصميم الفعال للتمرين، إن هذه المتغيرات التنظيمية لتنفيذ التمرين هي متغيرات مؤثرة والواجب فهم كيفية ومحتوى تأثيرها في التعلم وكيفية التعامل معها وهذا بحد ذاته أمراً في غاية الصعوبة والتعقيد ، كما إن التداخل في تصاميم التمرين تسهل قابليه الاستيعاب لدى المتعلمين على أداء مهارة هادفة في بيئة منظمه ، ولوصول المتعلمين إلى أفضل حالات الأداء لابد من تنظيم وحدات التمرين بحيث تزيد من خبرات المتعلمين إلى أعلى حد ممكن ، والمقصود بتنظيم التمرين هو تغيير شكله وجعله أكثر صعوبة للمتعلم ، وهذا ما أكده اغلب المختصين بزيادة مدخلات أشكال التمرين والتي سوف تساعد على توفير كم هائل من الاستجابات للمهارات المتعلمة . ويمكن أن نوجز عددا من أساليب تنفيذ التمرينات:

أولا – التمرين الثابت والمتغير:

        التمرين الثابت هو أسلوب واحد تتكرر فيه المهارة على مسافة أو ارتفاع أو اتجاه واحد، وهو سلسلة من الممارسات التدريبية يخضع فيها المتعلم إلى متغير واحد فقط من مجموع المتغيرات خلال الممارسة الواحدة ، أما التمرين المتغير فأنه تقنية تعليمية تهدف إلى التنوع أو التغير بالأشكال المهاريه ، كما يعرف بأنه سلسلة متعاقبة من ممارسات التعلم (التمرين) يخضع فيها المتعلم إلى عدد كبير من المتغيرات في آن واحد خلال الممارسة ، ويتم التدرب فيه على اكبر عدد من المتغيرات الممكنة لصنف الحركة إلى التمرين على عدد من العناصر التي تؤثر في مهارة واحدة وعلى عدة أبعاد ومسافات وزوايا واتجاهات

        وتؤكد الكثير من البحوث إلى إن تنظيم التمرين بشكل متنوع أو متميز باستخدام مثيرات ووسائل مختلفة هو ألأكثر تأثيراً في تعلم المهارات المفتوحة اما تنظيم التمرين بشكل ثابت دون أي تغيير من تكرار إلى أخر فأنه الانسب للمهارات المغلقة.

ثانيا – التمرين العشوائي والتمرين المتسلسل:

        كثيراً ما يسعى المدرب إلى تضمين الوحدة التعليمية لأكثر من هدف تعليمي ، أي تعلم أكثر من مهارة واحدة يتم ممارستها خلال مدة معينة ،ولتوضيح مفهوم التمرين العشوائي والتمرين المتسلسل نذكر الأمثلة الأتية :

      افترض بان لديك ثلاثة واجبات (مهمات) مستقلة بذاتها تريد أن تتعلمها خلال التمرين وهذه الواجبات تختلف عن بعضها، مثلاً (ثلاث مهارات مختلفة  في الجمناستك أو ثلاث مهارات في كرة اليد) ، فالرأي السائد لموضوع الجدولة يخصص وقتا ثابتاً للتعلم من خلال التمرين على المهمة الاولى ، وبعد ذلك فان المتعلم سوف يقضي مدة من الوقت في المهمة الثانية قبل الانتقال إلى المهمة الثالثة. وهذه الطريقة من الجدولة تفرض إن المتعلم يكمل وقت التمرين في قضاء مهمة واحدة قبل البدء بالتدريب على المهمة الأخرى وهذا ما نطلق عليه أسلوب التمرين المتسلسل.

        أما أسلوب التمرين العشوائي فهو سلسلة متعاقبة من التمرين في اداءات مستقلة بذاتها لعدد مختلف من المهمات ليست ضمن نظام محدد، مما يجنب أو يقلص التكرارات المتعاقبة لأية مهمة من هذه المهمات ،  فأن نظام التمرين الخاص بعدد من المهمات المختلفة هو نظام الدمج خلال مدة التدريب ، ويدور المتعلم بين تلك المهارات  بحيث لا يقوم المتعلم بأداء المهمة نفسها مرتين ويجب ملاحظة انه في كلتا السلسلتين (المتسلسل والعشوائي) ، يؤدى المتعلم نفس العدد من المحاولات لكل مهمة والفرق الوحيد هو في التمرين المتسلسل جميع المحاولات تكون على مهمة واحدة تحدث على التعاقب ، وعلى العكس من ذلك في التمرين العشوائي حيث تكون الممارسة على أي مهارة من المهارات المطلوبة وبصورة عشوائية ، ويمكن أن نخلص حول ما ذكر عن الأسلوبين بأن التمرين العشوائي  اكثر ملائمه لتعلم المهارات المفتوحه والتمرين المتسلسل  هو الاكثر ملائمه لتعلم المهارات المغلقه كما انه ملائم للمهارات المفتوحه ولكن في مراحل التعلم الاولى ، كما تكمن اهميه التمرين العشوائي على جعل المتعلم ينسى الحلول والإجراءات الخاصة بالحركة أثناء كل تكرار ، حيث إن نسيان الحلول تجبر المتعلم على توليد حلول جديدة وتهيئتها للمحاولة الثانية ، وهذا ما يلزم المتعلم بتوفير اكبر عدد من البرامج الحركية وخزنها في الذاكرة.

ثالثا – التمرين الموزع والمكثف :

         يعتمد هذان الأسلوبان من تنظيم التمرين على العلاقة بين زمن الأداء الفعلي مع الفترة الزمنية للراحة ، إذ يمكن القول إن فترات الراحة تشكل واحداً من العناصر التي تدخل فيما يسمى ( بجدولة التمرين ) سواء التنظيم الأسبوعي كتحديد عدد أيام تدريب المهارات وعدد أيام الراحة أو التنظيم اليومي التي تحدد عدد الوحدات التدريبية اليومية بل وتحديد الوقت المخصص لتعلم المهارات في تلك الوحدات من حيث العلاقة بين طول مدة العمل الفعلي وطول مدة الراحة التي تتخلله وبالشكل الذي يضمن بأن التعب الحاصل لا يؤثر في تعلم تلك المهارات ،  وعليه ظهرت أساليب عدة بعضها يمنح فترات راحة قصيرة بل واقصر من مده التمرين فهذا يسمى بالتمرين المجتمع (المكثف) أو إعطاء فترات راحة طويلة قد تبلغ أو تتجاوز العمل أو التمرين الفعلي فكان ما يسمى التدريب (الموزع ).

        إن الممارسة وتحديد فترات الراحة خلال موسم التمرين لابد أن تكون أولى اهتمامات المدرب في جدولة التمرين خلال الموسم التدريبي المدرب ومن خلال الوحدات التعليمية اليومية و الأسبوعية و الشهرية ، وقد حدد ذلك بنوعين من أنواع التنظيم نسبة إلى مقدار التمرن والراحة التي تتخلله وهما التمرين الموزع الذي يعطي نسبة راحة اكبر بين محاولات التمرين ربما تصل  أحيانا إلى نفس مقدار ممارسة التمرين أو أكثر، فمثلاً إذا كان وقت الممارسة للتمرين (30 ثا) يعطى وقت للراحة (30 ثا) أو ربما أكثر قليلا.

وفي التمرين المكثف تكون فيه الراحة قليله نسبياً بين محاولات التمرين ، فمثلاً إذا كان وقت الممارسة للتمرين (30 ثا) فمن المفروض إعطاء وقت للراحة مقداره (5 ثا) أو ربما يمكن القول بدون وقت للراحة ولهذا يطلق عليها أحيانا الاستمرارية في التمرين. وقد يتبادل الى الذهن سؤال حول افضليه الاسلوبين في تعلم المهارات الحركية فهنا يجب التوضيح الى ان لنوع المهارة ومتطلبات ادائها ومرحله التعلم تعد من المحددات الأساسية في اختيار الاسلوب الانسب من بين الاسلوبين.

رابعا- التمرين الكلي والتمرين الجزئي :

        إن هذا النوع من التمرين يعتمد على تجزئة المهارة لغرض تسهيل عملية التعلم عليها ، كما انه لا يمكن تجزئة المهارات كافة لغرض تسهيل عملية التعلم ، ففي كثير من الأحيان يؤدي تقسيم المهارة إلى إيجاد عقبات جديدة ومصاعب تؤدي إلى تعقيد عملية التعلم ، فمثلا من الصعب تجزئه مهارة الضرب الساحق بالريشة الطائرة لان أجزاء هذه الحركة متداخلة فيما بينها من حيث نقل القوى من الأطراف السفلى إلى الجذع وعمل قوس ثم إلى الكتف فالذراع الضاربة ، إن أي قطع أو تجزئه في هذه الحركة سوف يؤدي إلى قطع عملية النقل الحركي مما يتطلب من اللاعب تهيئه بدنيه وعقليه مغايرة لما هو موجود لغرض إيجاد القوة الكافية للأداء.

         ومن جانب أخر يمكن تقسيم مهارات السباحة وذلك بتحديد حركة الذراعين عن طريق مسك الطوافة ثم أداء حركة الرجلين ، والانتقال بعد ذلك بوضع الطوافة بين الرجلين ثم أداء حركة الذراعين ، لذا على المدرس أو المدرب الانتباه إلى مدى التداخل بين أجزاء المهارة وهل إن تقسيمها يؤدي إلى تقسيم المهمة أو تعقيدها .  

        

خامساً – التمرين الذهني والبدني :

         يعرف التمرين الذهني بأنه عملية تكرار التصور الذاتي الإرادي لخط سير حركة رياضية معينة، ويحتوي هذا التصور على عوامل الرؤية والسمع والإحساس بالحركة والمكان والزمن، إي كل ما يختص بالحركة دون الأداء الفعلي لها. لقد أصبح من الأهمية للمدرب أن يساعد المتعلمين على تنمية أسلوب تفكيرهم ومهاراتهم العقلية كما هو الحال في تنمية مهاراتهم البدنية ، وان فن المزاوجة بينهما يضمن الوصول بالمتعلم إلى درجات متقدمة في مستوى التعلم ،  لذلك يمكننا القول بان العملية التعليمية تعتمد على الترابط بين التمرين الذهني والبدني معاً ، ولا بد من التركيز على التمرين الذهني للمتعلم وخاصة أثناء تعلم وتطوير المهارات الجديدة والمهارات المركبة والمعقدة ، كما إن التمرين الذهني يساهم في اكتساب المهارات الحركية من خلال زيادة القدرة على التنبؤ والاستعداد للمواقف المستقبلية ، وان من أهدافه زيادة القدرة على إعادة التكرار والتثبيت والتحكم في الأداء والاستفادة من التدريب البدني عن طريق تطوير نوعية التدريب ونظامه وتطوير القدرة على الراحة واستعادة الشفاء من الفترات التدريبية.أما التمرين البدني فأنه جميع الحركات التي يكون الهدف منها تطوير الصفات والقدرات البدنية .