محاضره من كتاب التعلم المتناغم مع الدماغ (ابحاث لتطبيقات التعلم في الدماغ
الدكتور وسام صلاح عبد الحسين
السيطرة الدماغيه (السياده الدماغية) ودورها في التعلم :
مفهوم السيطرة الدماغيه:
ان المخ عبارة عن بنية ضخمة تحتوي على ثلاثة أرباع نيورونات المخ ، ويقسم المخ إلى نصفين متماثلين تقريباً يسميان النصفين الكرويين(Two cerebral hemisphers ) ، ويوجد العديد من العلامات على السطح الذي يقسم القشرة التي تغطي كل نصف كروي إلى أربعة أقسام متشابهة تسمى الفصوص (Lobes ) ، وفي كل منها أعمدة رئيسة من النيورونات لاستقبال نوع معين من المعلومات الحسية أو التحكم في الحركة وهناك مناطق ثانوية تؤدي دوراً كبيراً في التنسيق والتكامل للبيانات الحسية أو الوظائف الحركية تدعى ( المناطق الترابطية ) وتُكون حوالي (75 %) من قشرة المخ وتتلقى هذه المناطق المعلومات من ناحية الجسم وتوجد شبكة كبيرة من المحاور( حوالي 200 مليون محور ) تسمى بالجسم الجاسئ (Corpus collosum )
ويذهب الاتجاه السائد في البحوث المهنية إلى إن المتعلم حينما يعالج المعلومات يستخدم طريقة معينة في معالجتها ، كما انه يميل إلى استخدام أسلوب معين في طريقة التعلم والتفكير وقد تكون هذه الطريقة مرتبطة بشكل أو بآخر بأحد نصفي الدماغ أو النصفين معاً.
ان مفهوم السيادة الدماغية يرجع إلى عالم الأعصاب ( جون جاكسون ) بفكرته عن الجانب القائد من الدماغ , ويعد هذا المفهوم الأصل الذي اشتق منه مفهوم السيادة الدماغية ، واستطاع العالم الأمريكي ( نيد هيرمان ) بدراسة لتطوير نظريه جديدة عن ألية التفكير في الدماغ وبعدها وضع نظريته الشهيرة ( نظريه هيرمان للسيادة الدماغية ) ، وأثبت بالبحث أن نصفي الدماغ متماثلان تقريباً بالشكل وفي الوظائف الحيوية الخاصة بالحواس ، أما من ناحية الوظائف النفسية والتفكير والحركة فهما مختلفان عن بعضهما.
وقد عرفت السيادة الدماغية بعدد من التعاريف ومنها :
• انها ميل المتعلم الى ان يعتمد على احد نصفي المخ اكثر من الاخر في معالجة المعلومات الواردة اليه .
• استخدام احد النصفيين الكرويين الايسر او الايمن او كليهما معاً في العمليات العقلية او السلوك .
• الاسلوب الشائع لدى المتعلم في التعامل مع المعلومات وذلك من خلال تحديد النصف الكروي المسيطر لديه.
واستخدم سبيري وزملاؤه (Sperry,1993) اختبارات للمتعلمين وذلك بعرض صورة أو معلومة مكتوبة أو مادة حسابية في مجال الرؤية لمدة جزء من الثانية وأحياناً كان يطلب من المفحوصين أن يستجيبوا لمواد الاختبار البصرية لغوياً عن طريق تسمية أو وصف مواده ، وأحياناً أخرى كان يطلب منهم اختيار مادة معينة بأيديهم وفي مجموعة أخرى من الاختبارات كانت توضع الأشياء في إحدى أيدي المفحوصين بحيث لا يروها ، وبهذه الطريقة تكون المعلومات قد وجهت مبدئياً إلى ناحية واحدة من المخ ، وعندما توجه المعلومات البصرية أو اللمسية في النصف الكروي الأيسر فأن المتعلمين يمكنهم أن يصفوا بسهولة ما يروه ، وليس لديهم مشكلة كبيرة في قراءة الرسائل المكتوبة أوحل المسائل الحسابية أو التحليلية طالما أنها عرضت على النصف الأيسر ، وعندما وجهت الاختبارات أعلاه إلى ذوي النصف الأيمن كان من الصعب القيام بها .
ففي حاله سيطرة النصف الايسر لدى المتعلم يوصف بأنه من النوع الذي يفضل النمط الايسر في معالجة المعلومات ، ونفس الشي بالنسبة للنمط الايمن ، وبناء على ذلك يوجد لدينا نمطان شائعان في معالجة المعلومات هما (النمط الايمن والنمط الايسر) ، وفي حاله عدم سيطرة أي من النصفين الكرويين لدى المتعلم يقال انه من (النمط المتكامل) ، وهذا ما تسعى اليه اغلب المؤسسات التعليمية والأندية الرياضية ، والتي اخذت على عاتقها استخدام برامج تعليميه وتدريبيه تخاطب كلا الفصيين وهذا ما نلاحظه الان في اغلب الأندية الرياضية العالمية والتي اصبحت محط انظار العالم لما يقدموه لاعبيهم من اداء مهاري مميز يجعلهم يختلفون عن الاخرين .