العنف والشغب في الملاعب (التشخيص والعلاج)

 

العنف والشغب في الملاعب (التشخيص والعلاج)

المشاور القانوني لمديرية شباب ورياضة كربلاء

ابراهيم فاضل ابراهيم الجبوري

منذ عصر الرومان والاغريق وعصر السلالات في بابل واشور وعهد الفراعنة. كان الصراع في حلبات مغلقة مسوره بالحديد وهناك خاسر حتى الموت وفائز يكسب الهبات والمال او اعتاقه اي موت خصمه مقابل مرتبه شرف ينالها وبدأ التشجيع هنا بشكل عنيف وعاطفي في بعض الاحيان وهذا كان يحصل من قبل الملوك او الزعماء ان يجلب احدهم عبيده ومملوكيه ليتبارى بهم امام ملك اخر او زواج الملوك مقابل ثمن هذا الصراع الفوز بليلة مع الاميرة او الملكة وفي بعض الاحيان يكون الصراع مع حيوان وحشي وينتهي الصراع بموت احدهما ثم يقتل الحيوان المفترس من صاحبه وهذا كان يحصل في عصر بدايات نشأت ايرلندا واسكتلندا وافريقيا ايضا.

تشخيص ظاهرة شغب الملاعب:

قبل الخوض في مجال العنف في الملاعب علينا ان نتسائل لماذا زادت هذه الظاهرة واتسعت؟ هل الجمهور مجنون بحب كرة القدم؟ هل هذه الظاهرة عالمية وتحصل في كل الالعاب الجماعية (الفرقية) والفردية؟ ولتشخيص هذه الظاهرة علينا معرفة ممن يتكون مجتمع الجمهور الرياضي.

أ-الاشخاص اللذين يجلبون ابنائهم وعوائلهم الى الملاعب وهم الرياضيين القدامى, من محبي الراحة والاستجمام والترويح عن النفس نزولا لرغبة الابناء او الاحفاد في حبهم لكرة القدم وهؤلاء يشجعون بحيادية.

ب-المعتادين على التشجيع (الروابط للمشجعين) وهم منحازين الى فرقهم ويلبسون زي الفريق او علمه او لونه الخاص. ولهم ادوار مرسومه في المدرجات وغالبا ما يكونون ضمن روابط التشجيع مثل التراس رابطة مشجعي الزمالك او الاهلي او الاسماعيلي في مصر او رابطة مشجعي نادي الزوراء او نادي الشرطة………. الخ

ومثال على ذلك الذي حصل في مذبحة بور سعيد هو واحد من هذه التصرفات الغير منضبطة وغير قانونية تنم عن عدم وعي الجماهير بما ستعني له هذه الاعمال ويمكن ان تتطور الى احداث سياسية وشغب عام وموقف سياسي حيث تم حكم 21 شخص بالاعدام بسبب تطور اعمال الشغب الى جرائم قتل حتى ثورة الغضب والهيجان وكان عدد الضحايا 72 شخص وايضا يتطور الامر الى المقاطعة السياسية بين الدول في بعض الاحيان مثل الذي حصل بين مصر والسودان في بطولة امم افريقيا: هؤلاء هم اخطر المشجعين لانهم لديهم ارشيف عن البطولات والفوز والخسارة وتواريخها.

ج- المشجعين النخب: وهم اهل وعوائل اللاعبين المقربين من النادي وبعض الصحفيين والفرق الاخرى المشاركة في البطولة للمعرفة والاطلاع على مستوى باقي الفرق المشاركة في البطولة وايضا من الباحثين في الدراسات الاكاديمية.

د- المشجعين المأجورين: لماً يدفع المال لهم وهم يشكلون خطورة عادة لان المال لا يدفع بشكل دائم لهم, ولهم دائما خصومات مع ادارات الاندية او اشخاص في الاندية والفرق.

دور البنى التحتية في الحد من العنف والشغب مثل المباني الرياضية ابواب الدخول والخروج والمدرج وتقسيمة الملعب ادارة المسابقات وتنظيمها في البطولة. مستوى الحكام والذي منهم من يثير العنف بسبب قراراته الخاطئة والذي يؤدي الى خسارة فريق على حساب فريق اخر.

      دور المؤسسات في الحد من ظاهرة الشغب والعنف والذي يؤدي في بعض الاحيان الى خسائر بشرية ومادية: ومنها

1-    دور التربية في عدم اثارة العنف والشغب

2-    المناهج الدراسية والمنهج المتقدم في كليات التربية الرياضية

3-  عملية التطور في منضور الاخلاق وتحمل الخسارة بروح رياضية عالية يجب ان تسبقها تهيئة نفسية وفكرية وتشمل المدرسين والطلبة والتربويين والمجتمع باسره.

4-    ضعف الاشراف على الجمهور من قبل ادارة السباقات وادارة الاندية والاتحادات الرياضية.

لذلك ونقترح لتكوين جمعية للروح الرياضية تضع معايير تقويم سلوكيات اللاعبين والمدربين والاداريين والمشجعين ويتم تكليف ذوي الاختصاص لتقييم مستوى الانضباط والسلوك المتميز بالملاعب من خلال تسجيل نقاط مضيئة لمن يسلك سلوكا رياضيا متميزا, ونقاط رديئة لمن يتخطى حدود الاخلاقيات الرياضية ومن خلال ذلك يتم تحديد الفائزين في التشجيع المثالي واشاعة التسامح وحب الاخرين في الملاعب وتكريمهم لكي يكونوا قدوة للاخرين في الروح الرياضية الحقة داخل الملاعب وفي حياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية.

لذا يسعى جميع العاملين على الرياضة وادارتها الى الحد من ظواهر العنف والحد من استمراريته والا تتسع هذه الظاهرة وتكبر الى درجة يصعب السيطرة عليها حتى في الصراع داخل العائلة الواحدة.