الثقافة الرياضية والوحدة الوطنية

 

الثقافة الرياضية والوحدة الوطنية

ا.م. د  نعمان هادي الخزرجي

مدير الاعلام والعلاقات العامة / جامعة بابل

           تعد الثقافة احد أهم الأسس التي تعتمدها المجتمعات الإنسانية المتطورة في التعبير عن تراثها وتاريخها ومجالات إبداعها أضافه إلى أن تطور الشعوب يعتمد على مدى تقدم الثقافة ودورها اللاحق في بناء الشخصية الفردية والاجتماعية للمجتمع كلل ، فالثقافة هي تلك الأفكار والمعارف التي يكتسبها الشخص او المتلقي من محيطه فأحيانا نقول أن فلانا ذو ثقافة عالية وكبيره رغم عدم دخوله اي جامعة تذكر ويتخذه البعض أحياناً كمرجع لهم في شتى الأمور … وهذا ناتج من اطلاع الفرد نفسه على الواقع الذي يعيش فيه وممارسته الفعلية للتفاعل مع المجتمع بشموليه من خلال الكم الهائل الذي يمتلكه من المعلومات التي اكتسبها

والثقافة تؤدي دوراً جوهرياً في بناء الشخصية الوطنية وتكوين الوعي الذي يساهم في صياغة وبناء المجتمع الجديد وذلك من خلال تنميه هذا الوعي من اجل استقرار الوطن وتدعيم الوحدة الوطنية ، وانطلاقا من مقوله الدكتور زهير الحارثي في أحدى كتاباته إذ يقول ( ان الثقافة تخلق وعيا بأهمية الوطن ومكانته وبالتأكيد فان المثقف هو الذي يستوعب ويدرك فهم المواطنة التي تستند على المساواة والعدل والتعددية ) فالثقافة لها صور متعددة منها الثقافة السياسية والاجتماعية والفنية والاقتصادية ووو…الخ ، وان اهتمام الناس بها نابع من كونها تمكنهم من حريه التعبير عن أفكارهم وما يجول بخاطرهم وبغيابها تبقى الأفكار حبيسة النفس الإنسانية … ومن أنواعها أيضاً الثقافة الرياضية والتي هي ثقافة فكريه تخصصيه في المجال الرياضي لا تبلغ مداها التطبيقي لدى الأفراد الا بعد ان تعتمد على عدة ثقافات لتشكل بمجموعها الشخصية الثقافية الرياضية .

وخير دليل على وعي أفراد مجتمعنا للثقافة الرياضية هو ما لاحظناه في عام 2007 ومسانده سنة وشيعة ومسيح وصابئة وسياسيو أهل العراق لمنتخبهم الوطني للحظه تتويجه بطلا لكاس أمم أسيا واليوم أيضاً يتكرر نفس المشهد مع الدورة الرياضية العربية والمتابعة الميدانية من قبل الجميع فنراهم متوحدين في هذا الجانب تاركين خلافاتهم السياسية والطائفية جانباً… واعتقد ان البعض من السياسيين قد تنبه إلى حجم وأهميه الرياضة في بلدنا خلاف البعض منهم من يعتقد إنها لهاث وراء كرة جلدية وكلنا نتذكر الموقف الحماسي وترديد الأغاني التي تتغنى بحب الوطن والعراق عام 2007 … من هذا المنطلق لنجعل ثقافتنا الرياضية هي الانطلاقة الحقيقية نحو المفاهيم العامة للثقافة وبناء الشخصية الوطنية ، وليكن آهل السياسة في العراق على قدر وعيهم السياسي أن يتمتعوا بالثقافة الرياضية لتكون لهم طريقا نحو الوحدة الوطنية .