اللعب أسلوب ناجح لتحسين التعليم لدى الأطفال

 

اللعب أسلوب ناجح لتحسين التعليم لدى الأطفال

ا.د. محمود داود الربيعي  – جامعة بابل – كلية التربية الرياضية

 

          إن جميع المسؤولين والمختصين في العملية التعليمية والتربوية يحبذون أن يتعلم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وفق منحنى قيمي ,مع إشباع حاجات نموهم ,في الأمن والطمأنينة ,والحب واللعب وكل معرفة لا تحمل طابعاً قيمياً يتماشى مع قيم المجتمع وتقاليده وأعرافه ينبغي رفضها ,لأنه الأطفال لن يستخدمونها في حياتهم العملية عندما يكبرون ,وربما تكون ذات تأثير سلبي عليهم .

إن أطفال اليوم يميلون إلى اللعب ,والعاب الأطفال على اختلاف أشكالها ومسمياتها هي تلقيائية وعفوية ,يسودها جو من الحرية والاسترخاء ,بغرض تحقيق المتعة والسرور ,والاستمتاع بالوقت واللعب من الوسائل الفعالة التي تسهم في التربية الشاملة للطفل , وهو سمة من سمات الطفولة في مختلف مراحلها ,إلا إن معظم رياض الأطفال تطرح شعار التعلم عن طريق اللعب ولكن الممارسات داخلها هي تلقين المعلومات والكتابة والحساب وعنصر اللعب فيها هامشي يستخدمونه لإلهاء الأطفال فقد استعمل اللعب أسلوب لتحسين التعليم لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وفق تخطيط معين يقوم على استثمار العاب الأطفال في تحسين القدرات العقلية لديهم ,في ضوء نظرية (بباجية )ومقارنتها مع نظريات أخرى ,وأكدت الدراسات إن اللعب غير المخطط هو ضرب من اللهو ولا ينمي أية قيم ايجابية أو معارف عقلية عند الأطفال ,واللعب هو تعبير عن القيم التي يحترمها الطفل ويقدرها .إلا إن بعض الألعاب مع بعض الأجهزة والآلات أدت إلى فقدان الطابع الإنساني في اللعب ,فأصبح الطفل يخاطب الاله وجل اهتمامه محصور في التغلب عليها الأمر الذي انعكس على القيم لديهم ,فما أحوجنا الآن إلى الألعاب التربوية التي تعكس قيما تربوية ,وتضع القيم ضمن إطار عملي واقعي يمكن ملاحظتها وقياسها ,وبخاصة وان الكثير من الدراسات تشير إلى القيم التربوية للألعاب ,فأدمجت الألعاب مع عناصر المعرفة الأخرى التي تقدم للأطفال , وأصبحت تمدهم بمواقف عملية للقيم مرتبطة مع ظروف الحياة.

إن مجموعة القيم التي يشاهدها أو يسمعها أو يقرؤها الأطفال تبقى ناقصة وليس من السهل تلبيتها في نفوسهم ,دون وضعها في سياقات عملية ,فالأطفال يمارسون القيمة دون أن يعرفوا معناها والمطلوب من مناهج الأطفال تقريب المفاهيم إلى المحسوس كي يسهل فهمها ,فالتعاون قيمة مجردة لا يمكن فهمها إلا بقيام مجموعة من الأطفال بالتعاون لإنجاز عمل معين .إن اللعب عند الأطفال يسهم بفاعليته في تحقيق الترابط بين المعرفة والقيم نظراً لما يوفره اللعب من متعة وانسجام بين الأطفال أنفسهم وبينهم وبين معلميهم ,فنراهم يقلدون الحركات المختلفة للأشياء والظواهر تحركهم قوة دافعة مستترة تتمثل في إشباع حاجاتهم الفطرية للحركة .

إن القيم يتم تعلمها بتكرار الممارسة , بحيث تصبح كالسلوك الطبيعي , وتعمل على تحقيق التوازن النفسي للطفل ونظامه القيمي ,ولعب الأطفال هو تكرار ومران للسلوكيات القيمية و لايمكن أن نتصور منهجاً للأطفال لا يأخذ بالحسبان أهمية اللعب في حياتهم ,فألعابهم زاخرة بالقيم إذا أحسن اختيارها وتخطيطها , نظراً لارتباطها الوثيق بحياتهم اليومية , لهذا فعلى المؤسسات التعليمية العمل على بناء المناهج التربوية وفق فلسفة قيمية نابعة من واقع البلد وقيمه العريقة , ولا تقع مسؤولية القيم وتعليمها في الطفولة على فئة معينة من المعلمات , وإنما تقع على عاتق التربويين جميعاً .