واحدة من عادات الأمهات قديما وربما مازالت هي أن تنفخ في الطعام الساخن قبل أن يتناوله طفلها .. وقد رأيت خادمات أيضا يقمن بالنفخ في الطعام لتبريده قبل إعطاؤه للطفل.
تمر علينا هذه العادة كثيرا بدون أن ندري مدى خطورتها على صحة الطفل. فمن المعروف أن الفم مليء بالبكتيريا والفيروسات النافع منها والضار وأن هذه الميكروبات تتعايش مع أجسادنا وحلوقنا وأنوفنا دون أن تسبب لنا أذى بالرغم من أنها في حد ذاتها مؤذية . وإذا انتقلت هذه الميكروبات من أفواه الكبار إلى طعام وشراب الصغار فإنها من الممكن أن تسبب أذى للطفل. وهذا الأذى قد يكون نزلة معوية وقد يكون التهاب رئوي وقد يصل إلى التهاب سحائي وتسمم بالدم ومن الممكن أن يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله. نعم فهذا الميكروب أو ذاك قد يصل إلى جسم الطفل أو حتى البالغ من مجرد النفخ في الطعام والشراب لتبريده وهي حركه تلقائية قد لايدرك الكثيرون مدى خطورتها ولكن هذا الميكروب الانتهازي قد يتكاثر وينمو ويصبح خطيرا إذا ما انتقل من جوف شخص سليم تماما إلى شخص آخر مناعته أقل فيتحول الميكروب إلى وحش شرس بعد أن كان وديعا مستكينا.
الذي دعاني إلى التنبيه بخطورة هذه العادة القاتلة هو أيميل أرسلته صديقة عزيزة تقول فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن هذا الفعل فعلا منذ أكثر من 14 قرن من الزمان وهو الذي لاينطق عن الهوى..وهو الذي لم يكن يعلم بنظرية البكتيريا وحامل الميكروب وما تم اكتشافه منذ زمن ليس بالبعيد حول نظريات الميكروبات وكيفية انتقالها. فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن النفخ في الطعام ممكن أن ينقل ميكروبات خطيرة مثل ميكروب المكورات العنقودية أو ميكروب الالتهاب السحائي الوبائي أو ميكروب الالتهاب الرئوي …. ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يكن ينطق عن الهوى. عن عبدالله بن عباس قال” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء ، أو ينفخ فيه” رواه أبو داواد وصدق رسول الله .