تكنولوجيا التعليم

محاضرات نوعيه للدكتور وسام صلاح عبد الحسين /جامعه كربلاء – التربية الرياضية

تكنولوجيا التعليم  :

        يشهد العالم الآن ثورة هائلة في التكنولوجيا والتقدم العلمي الواسع ، بحيث أصبح التنافس بين الدول يرتكز أساسا علي القدرات والإمكانات العلمية والتكنولوجية ، لذلك كان لابد أن تتكاتف الجهود ويستيقظ لديها النشاط والفكر العلمي في معركة التقدم العلمي لكي تستطيع أن تواكب تلك الثورة التكنولوجية الهائلة وتتمثل الفائدة الحقيقية من التكنولوجيا في المجال التعليمي في إعادة الصياغة والتوجيه لفكر المعلم لكي يستطيع أن يبني متعلماً قادراً علي البحث الذاتي والإبداع والابتكار والنقاش الحر وتكوين شخصية منتجة تعتمد علي طريقة التفكير المنظم والمنطقي وقادرة علي حل المشكلات وإيجاد الحلول ، كما أن التكنولوجيا ليست هدفاً في حد ذاتها ، وإنما هي أداه ووسيلة لسرعة الوصول إلي الهدف الحقيقي من تطوير التعليم ، وهو تنمية الفكر والاقتناع والفهم وربطة بالتطبيق العلمي وتكوين الشخصية العلمية من خلال التعلم التكنولوجي ، ولقد جاء الوقت لكي نعلم المتعلمين القدرة والكيفية علي التعامل مع هذه التكنولوجيا وكيفية استعمالها في المكان والوقت المناسب مع المحافظة عليها دون إهدار أو إسراف وصيانتها والعمل علي تطويرها كما يرى البعض أن تكنولوجيا التعليم تعد أسلوبا للتفكير يتناول التعليم والتعلم ، وهو أسلوب يتسم بالمرونة والحركة الدائمة ويختص بعملية تطوير المنهج ، وهي مجال يعمل علي تسهيل تعليم الأفراد من خلال التحديد المنظم والدقيق ، وتطوير وتنظيم كل مصادر التعليم المتاحة فتكنولوجيا التعليم إحدى الكلمات متعددة المعاني ، فهي تعني كل شيء ابتداء من استخدام جهاز إلي التقييم الجيد للدرس والتحليل المنظم لعناصر العملية التعليمية .

      وتعرف تكنولوجيا التعليم بأنها تنظيم متكامل يضم الإنسان والآلة والأفكار والآراء وأساليب العمل والإدارة بحيث تعمل جميعا في إطار واحد ،  كما تعرف بأنها نظام متكامل يتفاعل فيه الفكر الإنساني والجهد البشرى والآلة وفق تعليمات عملية صحيحة لتحقيق أهداف العملية التعليمية.

 

 العلاقة بين تكنولوجيا التعليم والتربية الرياضية

 

        إن التربية الرياضية تهدف إلى تنمية الفرد تنمية شاملة متزنة في جوانبه الأربعة الرئيسية البدنية والنفسية والاجتماعـية والعقلية ، كما تعمل على تعديل سلوك الفرد لكي يتكيف مع البيئة التي يعيش بها . وحتى تتمكن التربية الرياضية من تحقيق هذه الأهداف السامية لابد لها من الاعتماد على الأسلوب العلمي وهذا الأسلوب العلمي يكمن في الاعتماد على تكنولوجيا التعليم . وبشكل أخر لا يمكن للتربية الرياضية أن تحقق التنمية الشاملة المتزنة لمختلف قوى الفرد كما هو مطلوب منها فى أقل وقت وبأقل تكلفة إلا عن طريق استخدام تكنولوجيا التعليم .

        ومن هنا يمكن القول بأن العلاقة بين التربية الرياضية و تكنولوجيا التعليم علاقة موجبة بين كل منهما ، حيث أن استخدام تكنولوجيا التعليم في أنشطة التربية الرياضية تحقق مبدأ السرعة في التعلم واستثمار الوقت والجهد  ، وبذلك تكون تكنولوجيا التعليم ضرورية لإنجاح هذا النوع الحيوي من التربية وتحقيق أهدافه المنشودة .

 

أهمية تكنولوجيا التعليم في التربية الرياضية :

1– تعدد مصادر التعليم                                                :
         تتميز تكنولوجيا التعليم بالمرونة في إحداث عملية التعلم ، حيث أنها تشتمل على أكثر من مصدر لإتمام عملية التعلم ، وهذا التعدد في المصادر يجعل العملية التعليمية مؤكدة أو أكثر استيعاباً فهناك المعلم ، والأدوات والأجهزة، والأنشطة المتاحة ، المواد والبيئة التعليمية……إلخ  فإذا فشل أحد هذه المصادر في إحداث عملية التعلم ينجح مصدر آخر في القيام بهذه المهمة وهكذا تصل المعلومة للمتعلم ويستوعبها ويمارسها ويتقنها  .

2- مراعاة الفروق الفردية :                                                
       إن عملية التعلم في التربية الرياضية ذات صيغة فردية على حد كبير، حيث أنه في الفرق الرياضية الجماعية ككرة القدم مثلا نجد أن عملية التعلم تختلف من لاعب إلى أخر طبقا لمركز كل لاعب ،  فلاعب الدفاع يختلف عن لاعب خط الوسط ويختلف عن المهاجم، بل إن عملية التعلم  تختلف من نشاط إلى أخر، كل هذا يتطلب استخدام تكنولوجيا التعليم لمراعاة الفروق الفردية.

3- التنوع :    
        تساعد تكنولوجيا التعليم من خلال الوسائط المتعددة على إبعاد عامل الملل وحرية الاختيار وتشجيع المتعلمين على ممارسه الأنشطة.                 

 

4- تسهيل عمليه التدريس والتعليم:     

        وجود وسائل معينة وأدوات وأجهزة مناسبة ، ووجود معلم متفهم لمادته وموهوب وقادر على إدارة درسه ، وكذلك أدوات ومنشآت رياضية وحديثة…….إلخ ، ان هذه المفردات التي تم ذكرها  تسهل من عملية التدريس والتعليم وتحقق كافة أهدف التربية الرياضية بكفاءة تامة.    
5
– تحقيق مبدأ السرعة في عملية التعليم                                 :
        بتطبيق تكنولوجيا التعليم في تعلم المهارات الحركية في التربية الرياضية تجعل عملية التعلم تتجه مباشرة نحو الهدف أي نحو المهارة المطلوب تعلمها وبذلك تُختصر زمن عملية التعلم وتكون السرعة في عملية التعلم سرعة محسوبة وليست سرعة عشوائية تؤثر على تحقيق الغرض المطلوب مع الاقتصاد فى الوقت والجهد والمال                      

6- تحسين كفاءة إعداد وتدريب مدرس التربية الرياضية                                  :         يمكن رفع كفاءة مدرس التربية الرياضية باستخدام نظام متكامل لتكنولوجيا التعليم وبالتالي يستطيع أن يحقق أهداف العملية التعليمية في ظل ازدياد عدد المتعلمين بالمدارس والتغير المستمر في المناهج وقله الإمكانات وقله عدد المدرسين.

 

الوسائل التعليمية في التربية الرياضية

          هي مجموعة من الأدوات والأجهزة التي تساعد المتعلم في إدراك وفهم محتوى المادة التعليمية وتعليمها وإجادتها في أقل وقت وجهد ممكن ، كما تعرف بأنها مجموعة المصادر والمعلومات والخبرات المتنوعة والمبرمجة التي تعمل على مساعدة المتعلم على فهم وتطبيق الفعاليات التعليمية النظرية والعملية بما يزيد من المعرفة لديه. وتوجد أنواع عديدة للوسائل التعليمية منها :

   الوسائل البصرية: إن عنصر حاسة البصر في هذه الوسيلة يعد الأساس في استلام المثيرات، وتتمثل في الكثير من الوسائل منها) وسائل العرض المختلفة الصماء السينما، والتليفزيون ، والفيديو، وجهاز عرض الشرائح ، واللوحات ، والرسوم، والصور، والنماذج ، والملصقات، والرسوم البيانية، وجهاز الحاسب الالكتروني) .

   الوسائل السمعية : تكون حاسة السمع هي الأساس في تعيين المثيرات المختلفة التي تتطلب الاستجابة لها ومنها (الإذاعة، أشرطة التسجيل، وغيرها) .

   الوسائل السمعية البصرية : وتعتمد على حاستي البصر والسمع في توفير المثيرات المطلوب الاستجابة لها وتشتمل على الكثير من الوسائل منها (أجهزة العرض المختلفة الناطقة، التليفزيون، والسينما، وجهاز الفيديو، وجهاز الصور المتحركة الناطقة ، وأجهزة الشرائح المصحوبة بتسجيلات صوتية وتعليقات،  وجهاز الحاسب الالكتروني المتعدد الوسائط ، وغيرها) .

 

أسباب استخدام الوسائل التعليمية :

إن من سباب استخدام الوسائل التعليمية في عمليه التعلم الأتي:

  • انفجار المعلومات
  • زيادة عدد المتعلمين
  • عدم تجانس المتعلمين
  • الارتقاء بجودة التدريس
  • تساعد على التعليم الذاتي
  • الارتقاء المهني بالمتعلمين

 

أهمية الوسائل التعليمية في التربية الرياضية

  • تبرز أهمية الوسائل التعليمية في عمليات التعليم والتعلم في التربية الرياضية بأنشطتها المختلفة والتي يمكن أن نوجز منها ما يلي
  • التشويق .
  • تسهيل عملية التعليم والتعلم .
  • استثارة دوافع الفرد نحو التعلم .
  • اختصار الوقت ودقة التنفيذ .
  • المساعدة على التذكر .
  • الإدراك السليم للحركة .
  • تكوين الاتجاهات الايجابية .
  • مراعاة الفروق الفردية .

 

دور الحاسوب التعليمي في العملية التعليمية:

 

        إن الحاسوب التعليمي أثبت فاعليته في مجالات متعددة وخصوصاً في مجال التعليم ويمكن تقسيم الحاسوب في التعليم إلى ثلاثة فروع هي :

١ الحاسوب كمادة تعليمية:   أي تدريس الحاسوب كمادة تعليمية وذلك لتكوين ما يعرف بالثقافة الحاسوبية (Computer literacy) لدى المتعلمين  ، ومن الضروري أن لا يظهر منهاج الحاسوب شاذاً بين مناهج الدراسة المختلفة بل لا بد أن يكون هناك انسجام واضح بينهما.

٢ التعليم المدار بالحاسوب : يساعد الحاسوب المعلم في التخلص من بعض الأعباء الروتينية التي يقوم بها عادة و من اختبار الطلبة وتسجيل درجاتهم  وإطلاعهم على نتائجهم وحفظ ملفاتهم, كما يجري المتعلم بعض العمليات الحسابية وطباعة الأبحاث والواجبات المدرسية وإعطاء الإدارة معلومات عن مستوى أداء معين.

٣ التعليم بمساعدة الحاسوب : يعتبر هذا الفرع من أهم تطبيقات الحاسوب التربوية التي تخدم عملية التعليم حيث يقوم المتعلم بمهمة التعلم, في حين يقوم الحاسوب بتدريسه فعلاً،  من خلال برمجيات تعليمية معدة لهذا الغرض.

 

أسباب استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية:

        إن الحاسوب يمتلك الكثير من المميزات في مجال عمليات التعليم والتعلم التي لم يسبق لجهاز تعليمي واحد أن امتلكها دفعة واحدة ومن هذه المميزات الأتي :

  • القدرة على خزن قدر كبير من البيانات والمعلومات وعرضها في تسلسل منطقي وسرعة فائقة.
  • القدرة على تقديم المعلومات وتكرارها دون أن يتطرق إليه التعب أو الملل أو التقصير.
  • يزود المتعلم بتغذية راجعة فورية تعينه على تحديد وضعه وتصحيح أخطائه.
  • ليست وسيلة جامدة حيث يتم التفاعل بين الطالب والجهاز بأفضل الطرق وهذه فرصة لا توفرها أي وسيلة أخرى
  • المحافظة على راحة الطالب النفسية, حيث لا يشعر الطالب بالخجل إذا ما أخطأ في حل سؤال, ويتعرف على نقاط ضعيفة.
  • إمكانيته على التقليد أو المحاكاة ( Simulation) ظاهرة معينة ليعمل منها الحاسوب نموذجاً مبسطاً للتعليم.
  • التحكم في زمن عرض المادة التعليمية بالإسراع أو الإبطاء.
  • إيجاد مثيرات وتدريبات مختلفة ومتنوعة في كل دورة تحاور.
  • تكوين مستويات متعددة من المادة التعليمية مع فرصة التشعيب وتنويع وسائل التدعيم
  • تقديم المادة التعليمية بصورة شيقة ومحفزة للدراسة حيث أنه يمكن تدعيم المادة المجردة برسوم توضيحية وأخرى متحركة ثلاثية الأبعاد وألوان ومثيرات صوتية.
  • اقتصادية التكلفة، حيث أن البرنامج الواحد يستخدمه آلاف المتعلمين والمعلمين .

 

تطبيقات عمليه لاستخدام الوسائل التعليمية في تعلم المهارات الرياضية

    ُيعد درس التربية الرياضية أصغر وحدة في البرنامج التعليمي إلا أنه يحمل في طياته هدف التربية الرياضية كاملا بأغراضه المتعددة ، ويقع على عاتقه تحقيق هذه الأغراض من خلال الوقت المتاح لكل درس ويتحقق هدف التربية الرياضية ألا وهو التربية الشاملة المتزنة باكتمال المنهاج ، ومن ثم فانه ليس هناك سبيل لتحقيق هدف الدرس إلا بالاستعانة بالوسائل التعليمية الحديثة التي تختصر الوقت والجهد لإتمام هذا الهدف الكبير . ومثال ذلك (عرض الشرائح)  ومن استخداماته الأتي :

 

  • استخدام جهاز عرض الشرائح في توضيح التسلسل الحركي للمهارة ، مثل مهارة

           التصويب أو الخداع في كرة اليد أو عرض كاتا في الكاراتيه …. الخ .

  • استخدام جهاز عرض الشرائح  لعمل مقارنات بين المهارات أو الملاعب المختلفة فمثلا يمكن استخدامه في المقارنة بين التصويب من القفز والتصويب من السقوط في كرة اليد .
  • يمكن استخدام الجهاز في عرض نماذج في رياضات مختلفة لمجموعة من اللاعبين الدوليين ، فمثلا يمكن استخدامه في نموذج لضربة أو ركلة من ركلات الكاراتيه أو الشكل التشريحي للجسم أثناء الطيران أو الوثب .